عدم الاستقرار في العمل يمكن أن يؤثر على الصحة العقلية والجسدية للموظفين، فتعامل رئيس العمل
مع موظفيه تلعب دوراً مهماً في انخفاض أو زيادة تعرضهم للمرض، وقد أظهرت دراسة طبية حديثة أن
العمل لساعات إضافية يمثل خطراً قاتلاً على الصحة بعدما أفادت نتائجها تعرض الأشخاص الذين تتجاوز
ساعات عملهم 10 ساعات يومياً للإصابة بأمراض القلب أو النوبات القلبية بنسبة 60% مقارنة
بالأشخاص الذين يعملون 7 ساعات فقط يومياً.
ولم يتوصل الباحثون إلى أسباب ذلك وإنما اكتفوا بقولهم، إن قضاء كل هذا الوقت في العمل يعني وقتا
أقل للاسترخاء والعناية بالنفس، كما أن الإجهاد يلعب دوراً أيضاً، وفقاً لصحيفة صحيفة "الرأى نيوز"
اليمنية الأربعاء.
وأكدت الدكتورة ماريانا فيرتانن قائدة فريق البحث واخصائية علم الأوبئة في المعهد الفنلندي للصحة
المهنية وكلية لندن الجامعية، أن "التوازن بين العمل ووقت الفراغ مهم جداً".
وتابعت فيرتانن أكثر من ستة آلاف من موظفي الخدمة المدنية البريطانية لايملكون تاريخاً لأمراض القلب
وأثناء الدراسة التي استغرقت 11 عاماً أصيب ما مجموعه 369 شخصاً بنوبات القلبية، بعضها قاتل، أو تم
تشخيص إصابتهم بمرض القلب بعد طلب العناية الطبية بسبب الشعور بآلام في الصدر.
مشاحنات ومضايقات .. وقيلولة
والسطور القادمة تعرض سلسلة من الدراسات التي ناقشت المتغيرات التي قد تؤثر بالسلب علي أداء
الموظفين، والتي قد تصل بهم في النهاية إلي المعاناة من أمراض لا حصر لها .
.
وأكدت دراسة أمريكية أن مشاحنات العمل والخلافات بين الزملاء والأجواء المشحونة بالتوتر والمنافسة لا
تتسبب بحال من الأحوال في شعور الموظفين بالصداع.
وأوضحت الدراسة أن الموظفين يزداد شعورهم بالصداع النصفي كلما زاد احساسهم بعدم التحقق في
العمل وعدم رضاهم عن العائد المادي الذي يحصلون عليه, واحساسهم بانه لا يتناسب مع حجم الجهد
المبذول.
وتبين من التجارب التي أجريت على مجموعة من السيدات، أن الموظفات اللاتي ساد بينهن اعتقاد
بعدم تقاضي الأجر المتناسب مع مجهودهن كن أكثر عرضة للإصابة بالصداع بنسبة 23% ممن يشعرن
بالرضا
كما أظهرت دراسة مسحية أجراه المجلس الإعلامي الأسترالي للسلامة الغذائية أن مكان العمل الضيق
والغير نظيف، قد يكون مصدراً لمرض للموظفين
.
ويعرض ضيق المكان وتراكم الأثاث فيه والتعرض للأدخنة والأبخرة والمواد السامة والجلوس فيه لأوقات
طويلة الموظفين لمدى واسع من الجراثيم والأمراض المعدية، مثل بكتيريا "اي.كولاي" والتى تبقى في
الحمامات وغرف الغسيل لحوالي 8 أيام.
وأوضحت الدراسة أن الجراثيم الموجودة في المراحيض والحمامات لا تصيب الموظفين بالمرض فوراً بل
تحتاج إلى عدة أسابيع أو أكثر لتؤثر على صحتهم ، لذا قد يتعرض الأشخاص الذين يغسلون أيديهم بعد
استخدام الحمام لفرصة أعلى للتلوث من مقابض الأبواب ولكن إذا اتبع جميع من في المكاتب قواعد
الصحة العامة سيقل الخطر بشكل كبير.
ذكاء مديرك يمنحك الصحة
ومن ناحية أخرى، أظهرت دراسة أمريكية أن الموظفين الذين يعملون مع مدير "ذكي" هم أكثر كفاءة
ويتمتعون بصحة جيدة، في حين يتسبب المدير السيئ في إصابة موظفيه بأزمات قلبية وتوتر.
وقدم كينيث نواك عالم النفس الأمريكي ومستشار الموارد البشرية دراسته خلال مؤتمر عقد في
مدرسة علم النفس في مدريد، قال فيها: "إن هناك علاقة وثيقة بين صحة الموظفين، وخاصةً في ما
يتعلق بشعورهم بالتوتر، أو بتحقيق نتائج جيدة في أماكن عملهم".
وأوضح نواك أن الموظفين الذين يعانون توتراً طويل الأجل يتسببون في خسائر لشركاتهم وتكون
إنتاجيتهم أقل، وأضاف أن من بين الدوافع المسببة لهذا التوتر أن يكون المدير "غير ملائم".
وأشارت الدراسة إلى أن الموظفين الذين يعملون تحت إدارة سيئة تكون إنتاجيتهم أقل بنسبة 51%،
يحققون أرباحاً أقل لشركاتهم بنسبة 44%.
وأوضحت الدراسة أن رئيس العمل المنصف الذي يستمع إلى المشكلات ويتجاوب مع الاقتراحات، ويشيد
بالعمل الجيد ويظهر الثقة والاحترام ويتمتع بالثبات على الموقف والحيادية ولايبخل بالثناء يساهم في
تحقيق الراحة لموظفيه، كما يساعد على زيادة فعالية العمل والإنتاج.
يذكر أن الموظف السعيد في العمل تكون صحته عادةً أفضل من صحة غيره وأقل عرضة للإصابة بأمراض
القلب والشرايين، وبالتالي فإن ذلك يوفر على الشركة التي يعمل فيها مبالغ كبير.
تحياتى
[b]