معركة النقاب تشتعل بين مشايخ السلطة ودعاة الفضائيات

معركة النقاب تشتعل بين مشايخ السلطة ودعاة الفضائيات

كتب - عادل عيد.

منذ موقف شيخ الأزهر الأخير من النقاب والحرب لم تتوقف بين مشايخ المؤسسات الدينية الرسمية ممثلين في وزارة الأوقاف ودار الافتاء ومشيخة الأزهر من جانب ودعاة الفضائيات من جانب آخرحتي أن مشايخ المؤسسة الرسمية اتجهوا إلي الفضائيات أيضاً وإلي الندوات والمؤتمرات بخلاف القرارات التي اتخذوها، وقد شنت بعض القنوات الدينية ودعاتها حملة مضادة يؤكدون فيها أن النقاب فرض ويطالبون النساء بعدم الاستجابة لخلعه فقدم الشيخ محمد حسان علي قناة فضائية حلقة خاصة ..
عن حكم النقاب في الإسلام وتابعه الشيخ مسعد أنور بحلقة تحت عنوان القول الفصل من أقوال العلماء في النقاب ولم يترك الشيخ أبو إسحاق الحويني الموقف دون أن يسجل فيه رأيه فقد نفي أن يكون النقاب عادة.

لم يمر كثير حتي خرج الدكتور سالم عبدالجليل وكيل وزارة الأوقاف والمدير التنفيذي لقناة 'أزهري' الفضائية في برنامجه فصل الخطاب ليخصص حلقة كاملة عن النقاب يؤكد فيها وجهة نظر شيخ الأزهر ووزير الأوقاف وغيرهما ممثلي وجهة النظر الرسمية وهي الآراء التي سردتها وزارة الأوقاف في كتابها الذي وزعته علي أئمة المساجد بعنوان 'النقاب عادة وليس عبادة': تلك الحروب لم تتوقف وزادت من حيرة الكثيرين في معرفة الحكم الشرعي فكل منهم يستدل بعلماء وأحاديث وآيات فشيخ الأزهر قال إن النقاب مجرد عادة ولا علاقة له بالدين من قريب أو بعيد وأن الأئمة الأربعة وغيرهم من الفقهاء اتفقوا أن وجه المرأة ليس بعورة وقال إن هذا هو رأي الأئمة الأعلام في التفسير والحديث والفقه.

وقد بلغ هذا الاتفاق درجة عالية من الشمولي جعلت بعضهم يعبر عن الاتفاق بلفظ الإجماع.
كما أعلن الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف رفضه الشديد ارتداء المرأة النقاب مؤكداً أن النقاب مجرد عادة لا علاقة لها بالدين من قريب أو بعيد.
وأضاف النقاب بدعة لا أساس لها في الدين لأن جمهور الفقهاء يتفقون علي أن وجه المرأة وكفيها ليست بعورة.

بل زاد الوزير وأكد أنه سيتم طبع 100 ألف نسخة جديدة من كتاب الوزارة الذي أصدرته من قبل تحت عنوان 'النقاب عادة وليس عبادة'.. أما الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية فقد قال إن النقاب ليس فريضة إسلامية وإنما هو عادة عربية منذ أيام الجاهلية.

علي الجانب الآخر قال الشيخ محمد حسان لا يوجد رأي فقهي قوي يقول إن النقاب عادة وإنما المسألة فيها قولان.. الأول بجواز كشف الوجه والكفين والقول الثاني بوجوب النقاب قطعاً وإن من قالوا بجواز النقاب يقولون بالجواز في حالة عدم وجود فتنة وهذا في مذاهب الفقهاء الأربعة ولكنه الآن في زمن الفتن فإنه يجب علي المرأة تغطية وجهها والأدلة علي ذلك كثيرة.. وأضاف حسان أن هناك آيات تدل علي فرضية ووجوب النقاب مثل قول الله تعالي.. 'يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن..' وأضاف كيف يحرم الإسلام علي المرأة أن تضرب بقدمها لتظهر زينتها 'خلخالها' ويحل لها أن تظهر وجه جميلاً مزيناً.

وقد روي البخاري والإمام أحمد في مسنده والإمام مالك في الموطأ والترمذي في سننه والنسائي في سننه عن عبدالله بن عمر أن النبي 'صلي الله عليه وسلم' 'قال لا تنتقب المرأة المحرمة' وهذا الحديث يدل أن المرأة كانت منتقبة قبل الإحرام.
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية أن هذا الحديث يدل علي أن النقاب كان معروفاً في عهد النبي والصحابة وأورد الشيخ محمد حسان العديد من الأدلة علي ان النقاب ليس عادة بل إنه واجب في زمن الفتن.

وزادت حرب الفضائيات بنفي الشيخ مسعد أنور أن يكون الفقهاء قد أجمعوا علي أن النقاب عادة.. بل قال إن الإمام الخازم والزمخشري والبيضاوي والشافعي والنسفي والسيوطي وجمال الدين القاسمي قالوا إن قول الله تعالي: 'يا أيها النبي قل لأزواجك..' يدل علي وجوب النقاب وواصل الشيخ مسعد الأدلة علي وجوب النقاب.
هذا الخلاف في الآراء المتشددة بين وجوب النقاب وبين أنه عادة لا أصل له في الدين لم يظهر في عهد فطاحل العلماء.

فقد خرج الشيخ الشعراوي غاضباً ساخطاً علي من هاجموا النقاب والحجاب وقال عجيب أمر هؤلاء في رفضهم للحجاب والنقاب يرفعون شعار الحرية الشخصية ونحن نسألهم أهناك حرية بلا ضوابط تمنع الجنوح بها إلي غير الطريق الصحيح؟!

وأضاف الشعراوي: أي حرية تلك التي يعارضون بها تشريعات السماء؟! هذه الحرية التي تضيق الخناق علي المحجبات وتترك الحبل علي الغارب للسافرات فيحرضن علي الجريمة بعد الافتنان وكانت خلاصة قول الشيخ حول النقاب إن النقاب لا هو مفروض ولا هو مرفوض ولا يفتي بوجوبه علي الإطلاق ولا بمنعه علي الإطلاق وقال الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: إن الواجب علي المرأة أن تستر جميع جسدها سوي الوجه والكفين فلها أن تظهرهما.

وقال إن هناك آراء تقول بوجوب تغطية الوجه قال بها عدد من العلماء القدامي وعدد من العلماء المعاصرين ومن رأت أن تأخذ بهذا الرأي بأن النقاب فريضة لا يجوز لأحد أن ينكر عليها صنيعها كما لا يجوز لها أن تنكر علي من سترت جميع الجسد إلا وجهها بل إن من رأت أن تغطي وجهها فهو أقرب إلي الورع والحيطة وأبعد عن الفتنة وعملت بذلك ولا يستطيع أحد أن يلومها فإن لهذا الرأي ما يسنده من أقوال المجتهدين.

» «جارديان»: مبارك «فرعون» قضى ٢٩ عاماً فى السلطة..وغالبية المصريين لم يشهدوا إنجازات له
» «البرادعى» يبدأ معركة التغيير
» ال بى بى سى ترصد مشكلة النقاب فى مصر
» ردود الافعال حول قضية النقاب
» بعد بلجيكا .. الحكومة الفرنسية تقر مشروع قانون حظر النقاب