هل ينهض «الرئيس» نظيف ويفعلها؟!

.. هل يمكن أن يفعلها نظيف ويُحلقُ فوق عصره بجسارة؟!

.. للشاعر الألماني «شيللر»، قصيدة تقول بعض أبياتها.. «انهض.. انهض بجسارة.. بجناحين.. وحلق فوق عصرك».

.. نهض الدكتور «أحمد نظيف» من نومه صباح أمس الأول ليجد نفسه ــ ولأول مرة ــ رئيساً لمصر، ومفوضاً في جميع الصلاحيات التي يمكن أن يمارسها الرئيس، التي اختصه بها الدستور!!.

.. المساحة الزمنية لرئاسة «نظيف» للجمهورية سقفها الزمني هو عودة الرئيس من رحلة العلاج بالخارج، التي نتمني له فيها ــ مخلصين ــ الشفاء العاجل.

.. لكن سقف ما يمكن أن ينجزه «أحمد نظيف» ــ خلال هذه الساعات ــ لا يمكن التكهن به، لو وضع «نظيف» مصر ــ أولاً ــ أمام عينيه، وتخلص من مخاوف الاستمرار أو عدم الاستمرار علي كرسيه الذي سيفقده سيفقده ــ آجلاً أم عاجلاً ــ خلال أيام أو ساعات أو شهور قليلة!!.

.. رئيس الجمهورية له في صلب الدستور المصري أكثر من 30 صلاحية ــ شبه إلهية ــ كانت دائماً عقبة في سبيل الإصلاح السياسي والدستوري وتوازن المؤسسات في مصر، فهل يمكن أن يستثمرها «نظيف» لساعات لصالح الإصلاح الحقيقي بدلاً من العكس؟!.

.. بالأمس نشرت عبر هذه الزاوية خطاباً افتراضياً لو كنت مكان «نظيف» ــ الرئيس ــ لوجهته للرئيس «مبارك» في شأن قبولي الرئاسة ــ مؤقتاً ــ واتخاذي بعض القرارات المهمة التي تحقق الإصلاح المنشود، وأولها: تعيين حكومة محايدة للإصلاح السياسي برئاسة «البرادعي»، وثانيها: اختيار أربعة نواب لرئاسة الجمهورية مثل «عمرو موسي» و«عمر سليمان» و«أحمد زويل» و«نجيب ساويرس» أو غيرهم..

.. ثالثها: الدعوة لتعديل ثلاث مواد مؤقتاً من الدستور المصري 76 و77 و88 وإلغاء الطوارئ والعفو العام عن جميع الأحكام في القضايا السياسية والقضايا التي حوكم فيها مدنيون أمام القضاء العسكري.

.. هل يمكن أن يفعلها «نظيف»؟.. لا أظن، وإن كنت أتمني أن يدرك أنه دخل الوزارة ثم بات رئيساً للوزراء جميعاً.. إلا أنه لم يدخل التاريخ بعد!!، فالتاريخ هو صناعة حدث استثنائي قادر علي أن يغير تاريخ الأمم، والدفع بها للأمام. ولعل كل ما أنجزه نظيف لا يتجاوز للآن كونه موظفاً كبيرًا في حكومة صغيرة لا تملك غير تنفيذ توجيهات الرجل الواحد، وصاحب القرار الأوحد!! والسير في الفلك!!

.. قد يري البعض أن نظيف لو فعلها لتجاوز حدود التفويض، وخان الأمانة التي سلمها له الرئيس، وسدد طعنة «غدر» لمن صنعه ، وسانده حتي في مواجهة رغبة نجله الدائمة في التخلص منه!!

.. وقد يري البعض الآخر أن نظيف إن لم يفعلها فقد أهدر معني التفويض الذي لو أراد المشرع الدستوري حدودًا له لحددها!! وإن لم يفعلها يكون قد خان الأمانة التي حملتها له مصر التي علمته وكبرته وتحملت صمته وضعفه سنوات طويلة!

.. هل يسمع نظيف كلمات الشاعر الألماني «شيللر» التي تقول: «انهض.. بجسارة.. بجناحين.. حلق فوق عصرك»؟.. لا أظن.