مصر كسبت نيجيريا فى أفريقيا.. وتعادلت مع قناة الجزيرة

إذا كان المنتخب المصرى كسب أولى مبارياته فى بطولة أمم أفريقيا أمام نيجيريا، فإن النتيجة تعادل فى المباراة الأخرى إعلامياً بين قناة الجزيرة ومصر، على المستوى السياسى خسرت مصر، ولكن على مستوى الجمهور خسرت الجزيرة.

قرار إدارة قنوات الجزيرة بإذاعة مباراة مصر ونيجيريا أمس الأول على القناة الثانية المفتوحة بدلاً من المشفرة أثار ردود فعل متباينة بين جمهور مصر المعجب والمشجع لكرة القدم، ففى الوقت الذى وصفه فيه الجمهور بأنه تراجع للجزيرة حتى لا تخسر الجمهور المصرى، ولتفويت الفرصة على القيادة السياسية فى مصر بجعل الجمهور مواقف مضادة لقناة الجزيرة الإخبارية، هناك آراء أخرى أكدت قدرة الجزيرة وسطوتها السياسية.

الدكتور ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامى، قال إن أحداث إذاعة مباريات مصر فى البطولة الأفريقية كشفت أن السياسة هيمنت على الرياضة والتجارة، مشيراً إلى أن الجزيرة تنفق ١٥٠ مليون دولار لتعزيز ركيزتها السياسية وليس لتحقيق مكاسب مالية، فهى لا تقيّم إلا من خلال مردودها السياسى.

وأضاف، فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»: «الدليل على ذلك أن الذين حاولوا اعتبار المفاوضات التى جرت بين التليفزيون والجزيرة لإذاعة المباريات للجمهور المصرى فشلت بسبب اشتراطات مالية تعسفية من قبل الجزيرة أو عجز مالى من التليفزيون، اكتشفوا أن الأمر لم يتعد الإرادة السياسية لطرف ممثل فى الجزيرة أراد البرهنة على نفوذه ونفاذه وتفوقه إعلامياً وتجارياً مقابل طرف أراد تحقيق أرباح سياسية بوضع الجمهور المصرى المحب لكرة القدم فى مواجهة الجزيرة كمؤسسة إعلامية عملت كأداة سياسية فى مراحل مختلفة للنيل من الحكومة المصرية.

وأشار إلى أن الجزيرة من الناحية الاستثمارية لها نمط ملكية وتمويل غير هادف للربح، وإنما يهدف إلى تعزيز الجزيرة كأداة إعلامية تتخذ كركيزة سياسية تدعم قوة الدولة القطرية ذات الكتلة الحيوية الصغيرة.

وتقول الدكتورة عواطف عبدالرحمن، أستاذ الإعلام، إن إذاعة المباريات حق أصيل، لأن قناة ART أخلت بتعاقداتها مع الجمهور المصرى، وأن إذاعة المباريات هى من الناحية القانونية ترضى مطالب المشتركين الذين فوجئوا بأن القناة التى اشتركوا فيها استولت على حقوقهم دون أن تقدم لهم خدمة.

وإذا كان المنتخب المصرى كسب نيجيريا فى أولى مبارياته فإن المباراة الإعلامية بين قناة الجزيرة والتليفزيون المصرى والجمهور انتهت بفوز الجزيرة، ولكن بموافقة من الدولة، والتى صدرت المشكلة للجمهور وتركته يتعامل مع هيمنة قناة الجزيرة،

وهو ما أكده الكاتب أسامة أنور عكاشة، الذى قال: «للأسف الشديد الجزيرة كسبت المباراة مع التليفزيون المصرى، الذى ترك جمهور الكرة فى مواجهة مع آلة الجزيرة الإعلامية الجبارة، والشعب المصرى صعب جهة تضحك عليه، ويستطيع أن يتكيف مع الظروف واستطاع أن يفك شفرات الجزيرة وأن يشاهد مباريات البطولة،

وأعتقد أن قناة الجزيرة فى أول يومين فوجئت بأنه بـ٣٠ جنيهاً فقط بوصلة صغيرة يستطيع المواطن أن يتفرج على مباريات البطولة، وهى تخسر على المستوى الشعبى وجمهورها، وبالتالى قررت فتح إذاعة مباريات مصر على القناة غير المشفرة، وأعتقد أنه إذا كانت الجزيرة كسبت على المستوى السياسى فإنها خسرت المباراة على مستوى الجمهور.