قطار «منصور» يتوقف فى المحطة الأخيرة: استقالة.. أم إقالة؟

--------------------------------------------------------------------------------

قدم المهندس محمد منصور، وزير النقل، استقالته، أمس، من منصبه، بعد ٣ أيام من حادث تصادم قطارى العياط، وتقرر تكليف الدكتور حسن يونس، وزير الكهرباء والطاقة، بالإشراف على «النقل» لحين اختيار وزير جديد، وهو ما يفتح باب التكهنات حول احتمال إجراء تعديل وزارى عقب مؤتمر الحزب الوطنى المقبل.

وقال منصور وهو «عابس الوجه» خلال مؤتمر صحفى عقده بالقرية الذكية، عقب لقائه الدكتور أحمد نظيف، رئيس الوزراء، إنه تقدم باستقالته انطلاقاً من إحساسه بالمسؤولية السياسية عن هذا الحادث الأليم الذى أوقع ١٨ قتيلاً و٣٦ جريحاً.

ووزع منصور بياناً إعلامياً على الصحفيين والإعلاميين تحدث فيه عن إنجازاته خلال ٤ سنوات. وقالت مصادر مطلعة لـ«المصرى اليوم» إن وزير النقل تعرض لضغوط شديدة من أجل تقديم الاستقالة، وأن نظيف أبلغ الرئيس مبارك بها هاتفياً، وأن الرئيس قبلها ثم توجه إلى الإسماعيلية لحضور احتفالات القوات المسلحة بانتصارات أكتوبر، وأنه تم تكليف يونس بالإشراف على الوزارة فى الإسماعيلية.

وقال الدكتور أكثم أبوالعلا، وكيل أول وزارة الكهرباء، إن اختيار يونس جاء تنفيذاً لقرار رئيس الجمهورية الذى ينص على أنه فى حال غياب أحد وزيرى النقل والكهرباء بسبب الاستقالة أو الإقالة أو الإجازة الطويلة، يحل الثانى محله.

وأشار أبوالعلا إلى أن يونس سيبدأ مهام عمله صباح اليوم بالاجتماع مع قيادات هيئة السكة الحديد لبحث الحادث وعمل الهيئة فى الفترة المقبلة. وعقب إعلان استقالة منصور، سادت حالة من الارتباك بين موظفى وزارة النقل، فيما أعرب أعضاء فريق السكرتارية والمستشارين الذين جاء بهم الوزير من شركات منصور عن ارتياحهم للاستقالة، وقالوا إن الوزير تعرض لضغوط نفسية وعائلية رهيبة عقب جلسة مجلس الشعب، أمس.

وتوافد على مقر الوزارة بمدينة نصر، أمس، عدد من قيادات هيئة السكة الحديد، منهم المهندس محمود سامى، رئيس الهيئة، وعقدوا اجتماعاً مع المهندس عمر البقرى، مساعد الوزير.

كان المهندس منصور قد سبق له تقديم استقالة شفهية عقب حادث قطار قليوب عام ٢٠٠٦، ورفضها رئيس الوزراء.

وعلى صعيد هيئة السكة الحديد، استنكر عدد من سائقى القطارات استقالة الوزير، مؤكدين أن أزمة الهيئة فى مجلس الإدارة الذى ترك الأمور للإهمال حتى أصبحت الأعطال سمة الجميع، متهمين مهندسى الصيانة بعدم القيام بواجبهم.

وقال السائق مصطفى شكرى إن منصور استوعب نحو ٩٠٪ من مشاكل الهيئة، بينما يحتاج الوزير الجديد وقتاً طويلاً حتى يتعرف عليها.

فى السياق نفسه يبدأ الدكتور أحمد نظيف مشاوراته خلال الساعات المقبلة لاختيار الوزير الجديد، وحسب مصادر فى مجلس الوزراء فإن الترشيحات تصب فى اتجاه اختيار أحد أساتذة كلية الهندسة، وترجح التوقعات اختيار الدكتور جلال مصطفى السعيد، محافظ الفيوم، أستاذ هندسة الطرق، الذى تولى عمادة كلية الهندسة بالفيوم، ثم رئيساً لجامعة الفيوم بعد استقلالها عن القاهرة.

والدكتور جلال أحد المقربين من لجنة السياسات فى الحزب الوطنى، وشارك فى تقديم العديد من الدراسات التى تساعد فى حل مشاكل المرور داخل القاهرة الكبرى.

وفيما طلبت وسائل الإعلام من مندوبيها السيرة الذاتية للسعيد نفى هو أن يكون قد تم إبلاغه رسمياً بتولى مهام الوزارة، وقال: لم يبلغنى أحد بشىء حتى الآن.

وبعيداً عن ترشيح السعيد فتحت استقالة منصور باب التكهنات حول إجراء تعديل وزارى عقب المؤتمر السنوى للحزب الوطنى الذى يبدأ فعالياته بعد غد، خاصة أن مجلس الوزراء أعلن قبل ٤٨ ساعة من الاستقالة أنه لا استقالة، ولا إقالة.

محمد منصور أثناء تقديم استقالته أمس لرئيس الوزراء

سادت حالة من الارتباك بين موظفى وزارة النقل فور علمهم بقيام المهندس محمد لطفى منصور، بتقديم استقالته، وعلى النقيض من ذلك ساد نوع من الارتياح والهدوء بين فريق السكرتارية والمستشارين، الذين جاء معظمهم من شركات منصور، معتبرين أنه كان من الأفضل لمنصور أن يقدم استقالته.

وقال هؤلاء: «إن الوزير تعرض لضغوط نفسية وعائلية رهيبة بعد استجواب مجلس الشعب، أمس، وطالبوه بتقديم استقالته، وأنه لا يتحمل أخطاء الغير».

وتوافد على مقر الوزارة بمدينة نصر عدد من قيادات هيئة السكك الحديدية، على رأسهم المهندس محمود سامى، وعقد الجميع عدة اجتماعات مع المهندس عمر البقرى، مساعد الوزير.

يذكر أن هذه هى الاستقالة الثانية، التى يتقدم بها منصور للدكتور نظيف، حيث قدم استقالته من قبل عقب وقوع حادث قطار قليوب فى عام ٢٠٠٦، ولكنها كانت استقالة شفهية ورفضها رئيس الوزراء على الفور.