غضب فى الزمالك لاستمرار «النزيف».. وانتقادات حادة لـ«حسام» واللاعبين

سادت حالة من الاستياء والغضب الشديدين بين أعضاء مجلس إدارة نادى الزمالك وجماهيره، بعد استمرار إخفاق الفريق الكروى الأول، وسقوطه فى فخ التعادل الإيجابى ١/١ مع ضيفه الجونة فى مباراة الجولة الخامسة ببطولة الدورى الممتاز، التى جمعت الفريقين أمس الأول على أرض ملعب استاد القاهرة، وهتفت الجماهير ضد اللاعبين والجهاز الفنى وحملتهم مسؤولية سوء النتائج ونزيف النقاط، وأبدت مخاوفها من دخول الغيبوبة مبكراً كما يحدث كل موسم.

وهاجمت جماهير الدرجة الثانية العلوية اللاعبين، خصوصاً شيكابالا، الذى اتهمته بالأنانية والفردية وإفساد طريقة لعب الفريق بعدم الاعتماد على اللعب الجماعى، كما هاجمته بشدة لإلقائه شارة الكابتن بعد تغييره.

وطالبت الجماهير عبدالواحد السيد، حارس المرمى، بالرحيل عن النادى، اعتراضاً منهم على عدم إشراكه وإصرار الجهاز الفنى على الدفع بعصام الحضرى.

كان عبدالواحد السيد قد رفض إجراء عمليات الإحماء مع عصام الحضرى، الحارس الأساسى، قبل المباراة، لدرجة أنه لم ينزل أرض الملعب إلا قبل انطلاق المباراة بدقائق قليلة بصحبة المدير الفنى حسام حسن، وكادت المباراة تشهد أزمة بين الجهاز الفنى وعبدالواحد السيد بعدما تم استدعاء الحارس الثالث مصطفى عبدالستار للجلوس مع البدلاء، بدلاً منه. ونفى عبدالواحد اعتراضه على عدم الدفع به خلال حضوره المؤتمر الصحفى، وقال إنه استأذن الجهاز الفنى بالجلوس فى غرفة الملابس وعدم النزول إلى أرض الملعب، طالما أنه لن يشارك.

واعترف عبدالواحد السيد بتلقيه اتصالاً هاتفياً من كامل أبوعلى للانتقال إلى المصرى البورسعيدى لكنه أكد التزامه بعقده مع الزمالك، وأن القرار الأول والأخير سيكون لمجلس الإدارة بعد المفاوضات مع المصرى، وقال: لا توجد بينه وبين الحضرى أى مشكلة، وأنه يحترم رؤية المدير الفنى ويقدرها تماماً، ونفى عبدالواحد أن يكون قد عرض على الإدارة أو الجهاز الفنى رغبته فى الرحيل. وأبدى الجهاز الفنى بقيادة حسام حسن، غضبه وسخطه على أداء لاعبيه فى المباراة، وأكد حسام حسن أن عدم التوفيق وسوء الحظ حرم فريقه من الفوز على الجونة وبعدد وافر من الأهداف تتويجاً للسيطرة على مجريات الأمور، طوال الـ٩٠ دقيقة.

واعترف المدير الفنى بأن فريقه يحتاج لمن يترجم الفرص إلى أهداف، وأشار إلى أنه حرص على معالجة العقم الهجومى خلال فترة التوقف إلا أن الفريق مازال يعانى منها بدليل كثرة الفرص الضائعة فى هذه المباراة، رغم أننا لعبنا فترة طويلة بأربعة مهاجمين فى الشوط الثانى.

وطالب حسام حسن لاعبيه بالتحلى بالروح القتالية والإصرار على الفوز من أول دقيقة فى المباراة، ورفض انتقادات البعض له لقيامه بإجراء تغييرات كبيرة فى التشكيل أمام الجونة وإشراكه ٥ لاعبين لم يلعبوا مع الفريق منذ عدة أشهر، وقال بالحرف الواحد: «هؤلاء اللاعبين «مش جايين من الحمام فهم لاعبون مقيدون بقائمة الفريق التى أعتبر كل لاعب فيها أساساً».

وقال إن تغيير بعضهم فى الشوط الثانى ليس لأنهم سيئون بل على العكس فقد أدوا ما عليهم سواء كان حسام عرفات أو محمد إبراهيم وإبراهيم أيو وحسن مصطفى، لكن ظروف المباراة فى الشوط الثانى والبحث عن التعادل والفوز، واضطرتنا لتغيير طريقة اللعب وتكثيف النزعة الهجومية بالدفع بياسر المحمدى وأبوكونيه ووجيه عبدالعظيم.

وأضاف أن الفريق خاض اللقاء فى ظروف صعبة لإصابة بعض اللاعبين الأساسيين مثل أحمد جعفر وعماد محمد والصفتى وأحمد غانم، بالإضافة إلى حسين ياسر الذى تأخر فى العودة إلى القاهرة بعد المشاركة مع منتخب قطر، الأمر الذى جعلنا نحتفظ به على دكة البدلاء.

ورفض حسام حسن التعليق على طاقم التحكيم الذى أدار اللقاء بقيادة محمود سمير عثمان، واكتفى بعبارة واحدة من داخل أتوبيس اللاعبين: «إن هذا الحكم هو الذى أهدى الدورى للأهلى الموسم الماضى فى مباراة إنبى الشهيرة»، وكان حسام قد ذهب إلى الحكم عقب المباراة مباشرة وتحدث معه بهدوء حتى غادرا أرض الملعب.

ولفت حسام إلى أن التعادل مع الجونة سيفتح الباب أمام الجميع للحديث عن أسباب وهمية للإخفاق، وذلك فى رده عن سؤاله حول تأثير تأخر الإدارة فى تجديد عقود بعض اللاعبين، وقال: لو أن الزمالك فاز فى اللقاء ما كان هناك أى مجال لفتح هذا الملف، وطالب الجميع بقصر الأمور على الجوانب الفنية الخاصة بالمباراة وعدم التطرق لأمور أخرى.

فيما أكد طارق سليمان، المدرب العام، الذى حضر المؤتمر الصحفى بصحبة عبدالواحد السيد أن التعادل مع الجونة ١/١ لا يعبر إطلاقاً عن سير اللقاء الذى تسيده فريقه طوال الـ٩٠ دقيقة، وقال إن اللاعبين بدأوا المباراة بداية قوية جداً وأهدرنا فيها بعض الفرص، لكن الأزمة تمثلت فى تقدم الجونة بهدف من ضربة جزاء أثر سلباً على معنويات اللاعبين وجعلهم يضغطون جهدهم من أجل إدراك التعادل ثم التفكير فى الفوز.

واعترف سليمان بأن لاعبى فريقه فقدوا تركيزهم بعد الهدف الذى أحرزه جمال حمزة من ضربة الجزاء، خصوصاً أن الجونة قبل الهدف لم يصل إلى مرمى الحضرى بأى هجمة أو انفراد صريح بل اعتمدوا على المرتدات ونجحوا فى الحصول على ضربة جزاء منها.

وقال: إن الجهاز الفنى كله، وفى مقدمتهم حسام حسن، غير راض تماماً عن النتيجة لأن أى نتيجة غير الفوز لا ترضى جماهير الزمالك ولا الجهاز الفنى الذى يسعى للمنافسة على الدرع هذا الموسم، وأوضح أن سوء الحظ حرم الفريق من الفوز بأكثر من ٤ أهداف، فيما لو تم تسجيل أى من الفرص التى أتيحت للمهاجمين عمرو زكى وأبوكونيه ووجيه عبدالعظيم، وقال: فى الدقيقة ٩٣ أضعنا فرصتين محققتين للتهديف، كان يمكن من إحداهما تحقيق الفوز.

وقال إن أول كلمة قالها المدير الفنى حسام حسن للاعبين داخل غرفة خلع الملابس بعد المباراة إنه حزين جداً على التعادل، وإن الرغبة فى الفوز كانت موجودة لدى اللاعبين، ولكن ليس طوال المباراة، ودافع سليمان عن اختيارات المدير الفنى للتشكيل فى هذه المباراة، وقال إن جميع اللاعبين الذين بدأوا اللقاء كانوا على قدر المسؤولية بمن فيهم الوجوه الجديدة التى تم الدفع بها، لأول مرة هذا الموسم، وأوضح أن حسام عرفات، لاعب منتخب مصر للشباب، وخاض منافسات كأس العالم وشارك مع الفريق فى الموسم الماضى، ومحمد إبراهيم هو نجم منتخب الشباب حالياً وهدافه فلماذا انتقادهما بعد الدفع بهما؟ وقال إنهما أديا ما عليهما طوال الشوط الأول حتى تم تغييرهما. ورفض المدرب العام التعليق على سؤال لأحد الصحفيين حول عدم إشراك عبدالواحد السيد بدلاً من الحضرى فى هذه المباراة، وقال: هذه رؤية المدير الفنى وليس من حق أحد الحديث عنها!

وأضاف سليمان أن المدير الفنى رفض منح اللاعبين أى فترة راحة وقرر خوض مباراة ودية أمام كفر الشيخ أمس، بملعب حلمى زامورا، للاعبين الذين لم يشاركوا فى مباراة الجونة.

فيما فتح إبراهيم حسن، المنسق العام للفريق، النار على الحكم محمود سمير عثمان، وانتقد عدم احتسابه وقتاً إضافياً مناسباً، وقال إن احتسابه ٤ دقائق فقط لا يساوى الوقت المهدر، لاسيما أن المباراة شهدت ٦ تغييرات يحتاجون قانونياً ٣ دقائق وقتاً بدلاً من الضائع، فضلاً عن الإصابات وتوقف المباراة لسقوط لاعبى الجونة على الأرض بسبب وبدون سبب.

وقال إن الحكم لم يحتسب الـ٤ دقائق وأطلق صافرة النهاية قبل الدقيقة الرابعة، وقال: للأسف هذا الأمر لا يحدث مع فرق أخرى، حيث يتركونهم حتى يحققوا الفوز أو يتعادلوا إذا كانوا متأخرين، وقال بالحرف الواحد: «هناك فرق بالدورى يحسب لها وقت إضافى على كيفها»، أما مع الزمالك، خصوصاً فى هذه المباراة التى أهدر فيها أكثر من ٨ دقائق، لا يجرؤ الحكم على احتسابها.

وقال: يبدو أن الحكم كان منتظراً وقوع جمال حمزة داخل منطقة الجزاء حتى يحتسب له ضربة جزاء دون تفكير، وأنا شخصياً أشك فى صحتها، لكن الحكم كان متحفزاً تماماً لاحتساب ضربة جزاء فى حين أن عمرو زكى له ضربة جزاء صريحة فى نهاية اللقاء، لكن الحكم تعامل معها وكأن شيئاً لم يكن مع أن نفس هذه اللعبة احتسبت أكثر من مرة لفرق أخرى. وقال إن الزمالك لا سبيل أمامه سوى الفوز واستعادة الانتصارات فى المرحلة المقبلة لإرضاء الجماهير، وأضاف: المشوار مازال طويلاً، ولابد أن يتحلى اللاعبون بروح الفوز فى كل مباراة لتعويض ما فاتهم.

وقال: رغم ارتقاء الأداء وتطوره عن مباراة إنبى إلا أننا غير راضين تماماً عن النتائج التى ستتحسن فى المرحلة المقبلة. وأوضح إبراهيم حسن أن فريقه بدا وكأنه يلعب المباراة وحيداً طوال الـ٩٠ دقيقة لدرجة أننى نسيت من هو الحارس، وقال: الحضرى لم يختبر ولو بانفراد واحد والجونة لم يقدم شيئاً فى هذه المباراة، واعتمد على هدية الحكم بضربة الجزاء».